زينب بنت خزيمة أم المساكين
وهي شريفة الحسب والنسب فأمها هند بنت عوف وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي، حيث تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، إكراما لها لعلمه أنها كانت تعطف على الفقراء والمساكين حيث كانت تحنو على اليتامى والضعفاء فكان زواجه منها خير مكافأة لها على حسن صنيعها بمن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبهم من مجلسه ويتمنى أن يكونوا معه في الجنة ولم تكن ذات جمال لكنها كانت ذات جلال وهيبة ووقار، تزوجها الرسول في السنة الرابعة من الهجرة وقد جعلت أمرها إليه حين خطبها لنفسه وقد تزوجها النبي بعد حفصة ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة ولقيت ربها عز وجل، وسنها ثلاثون سنة وصلى عليها النبي صلى الله علي وسلم، ودفنها بالبقيع وهي أول من دفن فيه من أمها المؤمنين وهي كانت أم المساكين وكان الرسول صلى الله على وسلم يحب المساكين لأن الله يحبهم ولاسيما الذين أخلصوا لله دينهم واحتملوا الأذى في سبيل الله وفيهم نزل قوله تعالى:
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [سورة الكهف آية 28]